بارتفاع 12 قدمًا تقريبًا وعرض 8 أقدام، تعتبر “غيرنيكا” أكبر لوحة رسمها بابلو بيكاسو وأحد أكثر لوحاته الفوضوية على ما يبدو. وضعت هذه اللوحة في متحف “ناسيونال سنترو دي آرتي رينا صوفيا” في مدريد، إسبانيا.
تم رسم هذا العمل الهائل في عام 1937 تفجير غيرنيكا أثناء الحرب الأهلية الإسبانية. لمزيد من المعلومات حول هذا الحدث المأساوي.
أثار الحدث فترة غاضبة من العمل لبيكاسو، وهو معادٍ قوي للفاشية، فقام برسم لوحة جدارية ضخمة في خمسة وثلاثين يومًا فقط.
دعنا يا صديقي نتأمل في هذه اللوحة قليلًا أو ربما كثيرًا، مالذي تستنتجه منها؟
هل تضاريسها مفهومة؟ هل استشعرت بمشاعر بيكاسو الغاضبة والحزينة داخل اللوحة؟
سأخبرك ما أراه وما رآه بعض المحللين في عدة مقالات:
- أول شيء ستقع عينك عليه “مأساة الأم وطفلها” الرضيع المقتول بين أحضانها، وهي تبكي حرقة وكأن شكل إحدى عينيها اتخذت شكل الدموع.
- أما عن الثور فربما يمثل رمز لأسبانيا فإنها مشهورة بمصارعة الثيران كما هو متعارف عليه.
- صرخة الطائر الذي بجانب الثور، ربما تعبر عن ألم الطيور والحيوانات فهي لم تسلم من الحرب أيضًا.
- أما الحصان ربما وقع بعد وقوع ومقتل الجندي الذي كان يمتطيه، فالأحصنة بالذات تستشعر وتتألم لمقتل صاحبها.
- وذلك الشخص المرمي أرضًا وسيفه في يده، يمثل الجندي الذي حارب لآخر لحظة.
- وبالنسبة لـ اللمبة يقولون بأنها تمثل التقنيات السلاحية الجديدة التي طورها الفاشيون واستخدموها في هذه الحرب الشنيعة ضد المدنيين العزّل.
- الشخص الذي في أقصى يمين اللوحة يستنجد من القذائف أو ربما من النيران ومن الحرب كلها.
- يد المرأة التي تبدو مثل الشبح، ممسكًة بشعلة، ربما أراد أن يعبر عن وجود الأمل حتى ضمن تلك الأحداث المروعة التي مرّ بها.
ما يمكن أن نكون متأكدين منه هو خشونة وإلحاح عمل بيكاسو للنظر إلى الحرب.
ومع ذلك لازال هذا العمل الفني يثير تساؤل الناس والزوار عند رؤيتها، فتفاصيل اللوحة تتحدث كثيرًا عن الحرب والسياسة في ذاك الوقت، وعن كمية الألم والمعاناة للمدنيين. وإذا أردت أن تتعمق أكثر في لوحات بيكاسو، إليك هذا الرابط.
ماذا لو رأى بيكاسو الحروب التي نعيشها الآن، كيف سيكون حجم لوحته!
تخيل نفسك مكانه، كيف كنت ستسغل موهبتك في الحرب؟
ملاحظة: هذه المقالة كتبتها لصالح الفريق العزيز Creative Campus، ولكنها لم تُنشر بسبب إقفال الشركة.