الأنمي

الأنمي (اوتاكو العرب يغزون العالم)

شارك المقال

هل يمكنك إخباري ما أكثر شيء يزعجك كمشاهد للأنمي؟ دعني أخبرك لأنني مررت بنفس الموقف..
ربما كان أكثر ما يزعجك كشاب أوتاكو هو أن يقول لك أحدهم بسخرية، هل لازلت تشاهد الكرتون؟! 

أخبرهم بأن هناك فرق بين الكرتون والأنمي، الكرتون يختص فقط بالفئة العمرية الصغيرة مثل (توم وجيري) بمعنى أن لا يكون فيه عنف أو قتال يشوه عقول الأطفال، لكن هذا لا يعني أننا نحن الكبار لا يمكننا مشاهدته، لأنك ستجد في كل بيت من يشاهده حتى الأب والأم.


أما الأنمي فهو عالم مختلف مثلما شاهدت في طريقة عرضه للأحداث، لذلك هو يختص بالفئة العمرية من سن الثالث عشر فما فوق.

ماذا تعني كلمة أنمي؟

كلمة أنمي اليابانية اختصار من كلمة أنميشن (Animation)، والتي تشير لجميع الرسوم المتحركة التي تشمل الكرتون.
أول أنمي تجاري يعود لسنة 1917، ومنذ ذلك الحين استمر إنتاج الأنمي وازدهرت صناعته. ملامح رسم الأنمي بُنيت في الستينات على أعمال “أوسامو تيزوكا” وانتشرت عالميًا في أواخر القرن العشرين، مكسبة إياها جمهورًا محليًّا وعالمياً. ينتشر ويُبث الأنمي عن طريق التلفاز أو السينما أو مباشرة للمنازل (عن طريق أقراص  ,DVD Blue ray حاليًا، وبطرق أخرى سابقًا، أو عن طريق الإنترنت مباشرة وينقسم إلى مجالات وتصنيفات عديدة ومتنوعة.

إيرادات وصناعة الأنمي:

يتكون مجال صناعة الأنمي من أكثر من 430 أستوديو إنتاج من أبرزها استديو “Ghibli” و”Toy animation” وغيرهما. في اليابان يسجل الأنمي الأرقام الأعلى في مبيعات DVD وقد حقق نجاحًا كبيرًا عالميًا خاصة بعد ظهور الأنمي المتلفزة المُدبلجة بعدة لغات العربية والإنجليزية.
ويحظى الأنمي بشعبية كبيرة في اليابان، ففي سنة 2001 حقق فيلم “Hijacked” أعلى إيرادات في تاريخ السينما في اليابان متفوقاَ على فيلم “Titanic”، علمًا يأن هذا الفيلم من إخراج أحد أبرز أعلام هذا الفن “هاياو ميازاكي”. كما أن 40% من الأفلام في السينما اليابانية هي أفلام أنمي.


وفي الثمانينات أصبح الأنمي أكثر شهرة من المانغا في اليابان وزاد إنتاجها بشكل كبير، وأصبح هناك العديد من الإنتاجات العالمية التي لها لمحات الأنمي.

ومع أن فن الأنمي يعتبر من النواحي الثقافية خاص باليابانيين، إلا أنه قد لاقى رواجاً عالميًا في العقد الأخير وخاصةً مع تطور شبكة الإنترنت التي ساهمت بشكل كبير في نقل تلك الثقافة خارج حدود اليابان، فظهرت ما تسمى بمجموعات الترجمة وهي فرق تقوم بترجمة مختلف أنواع ذلك الفن بما فيها الأفلام، المسلسلات، والأوفا (رسوم متحركة أصلية للفيديو) إلى اللغات العالمية التي تنطق بها شعوبها ومن ثم تنشرها عن طريق شبكة الإنترنت. والملاحظ أن اللغة الإنجليزية هي أكثر اللغات التي يترجم لها الأنمي.

دعونا نعرف لماذا يعتبر الأنمي مشهور عالميًا؟

يعتبر الأنمي نوعاً فريداً من الرسوم المتحركة مشهور عالميًا وسبب الشهرة الكبيرة التي حققها هذا النوع من الفن الياباني هو الجودة العالية في رسم الصور ومناسبة قصصه لجميع الأعمار، وبذلك يختلف عن الكرتون التي تنتجه ديزني والذي يستهدف طبقة الأطفال في المجتمع. كما أن غالبًا ما يتم اقتباس مسلسلات الأنمي من المانجا.



من هذه الأسطر القليلة تعرفنا على الأنمي، لكن ربما البعض لا يعرف معنى “أوتاكو” ولماذا سمي محبوا “الأنمي والمانجا” بهذا الاسم. 

اوتاكو” هو مصطلح ياباني شائع يطلق على مدمني “الأنمي والمانجا” وألعاب الفيديو، ومعنى كلمة أوتاكو الحرفي يعني المنزل، وفي اليابان يكون الأوتاكو مشاهد أنمي من الدرجة الأولى بحيث لا يقل عدد الأنمي التي شاهدها عن 30 أنمي، أيضًا يعشق ألعاب الفيديو التي لها علاقة بـ الأنمي، والأوتاكو يعرف بإدمانه على قراءة “المانغا”، ويحب أن يؤدي “الكوسبلاي” ويقلد عادات شخصيات الأنمي المفضلة لديه، ويطَلع دائمًا على كل جديد في عالم الأنمي، وبهذا كله يكون الأوتاكو شخصًا منعزلًا بشكل تام عن العالم الخارجي.


الأوتاكو الياباني:

كلمة أوتاكو لها معنى سلبي في اليابان بحيث أن الأوتاكو الياباني شخص غير محبوب بسبب هوسه المبالغ فيه لدرجة تصل به للانغلاق عن العالم الخارجي ولا يخرج من منزله إلا لإقتناء “المانغا” أو أي شيء يتعلق بها، هناك من يكون متعصبًا للأنمي والمانغا بشكل غير معقول لدرجة الجنون.



ماذا عن عالمنا العربي و اوتاكو العرب؟

هل حقًا نحن نغزو العالم بثقافتنا كمتابعي أنمي وأصبح عددنا في ازدياد كل يوم!

إن نسبة مشاهدة الأنمي تزداد سنويًا في عالمنا العربي، وأول من نشر مسلسلات الأنمي في عالمنا هي قناة “Spacetoon” التي نحن مدينون لها بذلك من خلال “مركز الزهرة” الذي كان يترجم الأنمي بطريقة تناسب عقول الأطفال العربية ويختزل أشياء ليست من عاداتنا.

لقد تربينا على يدها وعرفنا معنى الوفاء من أنمي “عهد الأصدقاء”، وتعلمنا أن نواجه المصاعب مهما كانت ونتحلى بالصبر من أنمي “دروب ريمي” وكلنا أحببنا ذلك المزعج الجميل الباكي طول الوقت وسيم من أنمي “أنا وأخي” ويطول الحديث عن كل الأنمي التي تعلمنا منها معنى الحياة والحب والوفاء، لكن أعتقد أن أول بدايتنا كانت من “جريندايزر” دايسكي الذي جعلنا نحب رجل آلي لكيفية إنقاذه للأرض دائمًا.

جريندايزر

من هنا بدأت حياة كل شخص منا وبدأ الغوص في عالم الأنمي وأكملنا أجزاء كل من “ناروتو” و “ون بيس” و “هانتر” في مواقع وتطبيقات خاصة بالأنمي ومنها عشقنا اللغة اليابانية وأي شخص يتعلم كلمة جديدة يصبح سعيدًا ومتحمسًا أكثر لأنه إكتسب ثقافة ولغة جديدة، وأي لغة، لغة عالمه المفضل.

الأنمي أثر فينا وأصبح “أسلوب حياة” كما يقول البعض، لأنه غير نظرة البعض للحياة وألهمهم في حياتهم وأحلامهم وشجعهم فعلاً على المثابرة وفهم أمور كانت صعبة عليه في الواقع، ليس لأنه لا يعيش الواقع كما يجب بل لأن الأنمي تتحدث حقيقيًا على واقع يومياتنا وحكاياتنا، ولم تكن الأنمي يومًا مضيعة للوقت كما يعتقد فئة الناس التي لا تشاهده. 

القناص

بالنسبة لي إن أعظم ما قامت به اليابان هو “الأنمي والمانجا”، ماذا عنك؟

أخبرنا ما الأنمي الذي غيّر من طريقة تفكيرك أو أثر بك حتى الآن.

ملاحظة: هذه المقالة كتبتها لصالح الفريق العزيز Creative Campus، ولكنها لم تُنشر بسبب إقفال الشركة.

0 0 أصوات
تقييم المقال
يشترك
إخطار
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
ردود الفعل المضمنة
عرض جميع التعليقات

0

يرجى الانتظار بينما تقوم الصفحة بالتحميل

0
هل أعجبك المقال ؟ اترك لنا تعليق!x